حب الشباب أو ما يعرف بالعد هو مرض التهابي جلدي يؤثر في المسام
الصغيرة جداً التي تغطي الوجه والذراعين والظهر والصدر والغدد الدهنية المتصلة بها
،
وهو يشكل استجابة غير طبيعية في الجلد للمعدلات الطبيعية للهرمون الذكري(التِستوستيرون)
في الدم . يوجد هذا الهرمون لدى الرجال والنساء و وينتقل في الجسم مع الدم ، لكن
يملك هذا الهرمون
لدى المصابين بحب الشباب تأثيراً عميقاً في البشرة .
- إن هذه الاستجابة الغير
طبيعية محددة لذاتها ، أي تتحسن حالة حب الشباب بدون علاج ، ولكن المشكلة أنه لا أحد يستطيع التكهن
بالفترة الزمنية للتحسن بدون علاج ، فقد يطول سنوات أو حتى عقود ، كما يمكن أن يخلف
حب الشباب ندبات قد تكون دائمة ، والتي يكون من الأسهل تجنبها بدلاً من معالجتها .
- يهاجم هذا المرض
في الجلد بنيتين اثنتين :
:: المسام التي من خلالها ينبت الشعر من الجلد – هنا تصبح خلايا الجلد الميتة أكثر "لزجة"
وتسد جزئياً المسام.
:: الغدة الدهنية أو الزهمية – يظهر دهن أكثر ، مما يولد سحنة دهنية .
- إن الانسداد الجزئي للمسام يعيق تدفق الزهام فوق سطح الجلد ،
مما يسبب تجمد قناة
مجرى الدهون (الذي يبلل الشعرة) مشكلاً بذلك بثرة سوداء الرأس . إن سواد لون
رأس هذه البثرة
لا يعود إلى الوسخ لكن إلى تغير في الصباغ بسبب الانسداد في المسام .
وإذا تحول الانسداد الجزئي إلى انسداد كامل فإن الزهام (الدهن) يتجمع حول الشعرة وجذورها ،
ويصبح ملوثاً بالبكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي على الجلد والتي تعمل على تفكيك الدهن
إلى مركبات كيميائية تسبب الالتهاب الموضعي وبالتاي احمرار المنطقة وتكون القيح وتوليد الألم .
وإذا كان الالتهاب
عميقاً وشديداً أو إذا ضغطت أو عصرت البقعة فإن هذا القيح ينسل عميقاً داخل الجلد عوضاً عن الخروج
إلى سطح الجلد ، مما قد ينتج عنه تكون الندبات والأكياس الغشائية التي قد تبقى
دائمة إذا لم تعالج .

يظهر حب الشباب نتيجة لأربعة عوامل رئيسية هي :
1. الهرمونات :
تسبب الزيادة في الهرمونات المرافقة لسن البلوغ نمو الغدد الزهمية
وإنتاج
المزيد من الزهام (الدهن) ، ويتأثر عمل هذه الغدد وإفرازها للزهام بشكل كبير
بالهرمونات الذكرية (الأندروجينات ومثالها التستوستيرون) وهي تتواجد لدى الرجال والنساء ،
لكنها تكون بمعدلات مرتفعة أكثر بكثير لدى الرجال . وهذا ما يفسر ظهور حب الشباب
الحاد لدى الشبان أكثر منه لدى الفتيات.
2. إنتاج زهامي (دهني) متزايد :
قد لا يكون جريب الشعرة واسع بما فيه الكفاية ليسمح بتدفق حر لمعدلات كبيرة من الزهام
التي تتشكل خلال سن البلوغ ، وبالتالي يمكن أن يتراكم الزهام في هذا الجريب .
3. تغيرات داخل جريب الشعرة :
تؤثر الهرمونات المذكرة على بطانة جريب الشعرة حيث يطرأ عليها
تبدل وتتوسع كذلك الغدد الزهمية .
تطرح الخلايا الميتة من بطانة جريب الشعرة تدريجياً نحو خارج سطح الجلد مع الزهام
المفرز ، وفي فترة البلوغ تتم هذه العملية بشكل أسرع وتميل الخلايا الميتة إلى الالتصاق ببعضها
بشكل أكبر وحين تمتزج
مع الزهام يمكنها أن تسد المجرى وبالتالي تشكيل بثرة صغيرة .
3. البكتيريا :
يشكل
الجريب المنسد والزهام ضمنه مرتعاً خصباً لتكاثر الجراثيم المسببة لحب الشباب . أحد أنواع
الجراثيم المهمة جداً بشكل خاص لحب الشباب هو جرثوم حب الشباب الطفيلية
P. acne ، وهو يعيش بشكل طبيعي على الجلد دون أن يسبب عادة أي مشاكل ، إنما وجود غدة زهمية
منسدة يتيح له الفرصة للنمو والتكاثر .

حب الشباب ظاهرة شائعة كثيراً لدى المراهقين مع ذروة حدوث مع نهاية
فترة المراهقة ، لكن قد يظهر حب الشباب لأول مرة في منتصف العشرينات أو حتى أواخره
، ويستمر لدى عدد مهم من الأشخاص حتى الأربعينات والخمسينات من العمر .
- إن
حب الشباب مرض يمكن معالجته ، لكن يتوجب لدى العديد من المرضى البدء بالمعالجة في
وقت مبكر ويجب أن تكون معالجة مركزة وشديدة لمنع تكون الندبات . وإذا لم يتجاوب حب الشباب بسرعة مع منتجات ابتعتها من الصيدلية
فاستشر الطبيب فوراً ، فالطبيب مؤهل ويمكنه أن يعرض عليك خيارات علاجية مختلفة وأن يصف لك أغلبية هذه العلاجات
، وقد يحولك في الحالات
الشديدة أو الصعبة إلى أخصائي جلدية للحصول على علاج
تخصصي إضافي.

(الرجاء الانتباه إلى أن توفر العلاجات قد يتفاوت بين بلد وآخر)
- فوق أكسيد البنزول : يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية ،
كما يمكن أن يكون فعال في حالات حب الشباب الخفيفة ، إلا أنه قد يهيج الجلد ويسبب
جفافه .
- مستحضرات الغسول بالمضاد الحيوي : يمكن الحصول عليها فقط وفقاً لوصفة طبية
، وهي
فعالة جداً بالنسبة إلى حب الشباب الخفيف إلى المعتدل ، وهي تجفف البثور بسرعة .
وقد أظهر غسول كلينداميسين (Clindamycin lotion) فعالية في علاج حب الشباب كفعالية
المضادات الحيوية التي تؤخذ عبر الفم .
- مشتقات الفيتامين A الموضعية : وهي تتوفر كمرهم
أو جل أو غسول ، وهي مفيدة جداً
للبثور السوداء الرأس ، لكن كثيراً ما تجفف وتهيج البشرة . ويجب أن تستخدم مع
الكثير من مستحضرات الترطيب .
- أقراص الصادات الحيوية : وهي تعتبر المعالجة الاعتيادية لحالات حب الشباب المعتدلة
إلى الشديدة . يمكن استعمال صادات حيوية مختلفة لكن تعتبر مجموعة الصادات
التي تنتمي لفئة "التتراسيكلينات"
الأكثر استخداماً ، ويجب أن يستمر العلاج بها لفترة 6 أشهر على الأقل وحسب مدى الاستجابة
فقد يستمر لسنة أو سنتين . كما يحب عدم إيقاف تناول الصادات الحيوية بشكل مفاجئ ، وإلا
فقد تحدث زيادة سريعة في نمو حب الشباب ، ودائماً يجب تخفيض الأقراص ببطء تدريجي .
- العلاج بالهرمونات : تساعد حبوب الدواء الحاوية
على نسب عالية من الاستروجين في علاج حب الشباب ولكنها
لا تخلو من التأثيرات الجانبية . يوجد نوع من هذه الأدوية يحتوي على نسبة منخفضة من الاستروجين
مع مضاد للتستوستيرون وهو قد يكون مفيداً في علاج حب الشباب السيئ.
- مشتقات الفيتامين أ الفموية
: تعطى هذه الأدوية بوصفة طبية ، وهي من الأدوية القوية جداً في علاج حب الشباب
وبها يمكن
الحد من أو حتى شفاء الحالات الشديدة جداً من حب الشباب . ولهذه الأدوية العديد من
التأثيرات الجانبية لذا ننصحك بالتحدث
إلى أخصائي الجلدية قبل استخدامها .

|