بالرغم من التقدم الكبير الذي شهدته البشرية في مجال الوقاية من
الأمراض المعدية عامة و المشتركة خاصة و مكافحتها فان هذه الأمراض لا زالت تعتبر
المشكلة الصحية الأولى على نطاق العالم و خاصة في الدول النامية و نتوقع أنها ستبقى
واحداً من أهم أسباب المراضة و الوفاة ... و بالتالي فان الدراسة الوبائية لها و
برامج مكافحتها و الوقاية منها عمليات تتصف حكماً بالاستمرارية في أي تخطيط صحي
سليم لقد تراجعت الأمراض المشتركة على سلم قائمة الأولويات في العالم المتقدم و
انخفضت معدلات المراضة و الوفاة بعدد كبير منها و كان مرد ذلك إلى حقيقتين أساسيتين
هما :
1ـ توافر المعلومات الوافية عن التاريخ الطبيعي لمعظم هذه الأمراض و طرق انتشارها و
العوامل المؤثرة على هذا الانتشار .
2ـ توافر السبل الفعالة لمكافحة القسم الأعظم من هذه الأمراض ... و كفاءة البرامج
التي طبقتها هذه الدول و مع ذلك لا زال العالم المتقدم يعاني بين الحين و الآخر من
جائحات خطيرة لأمراض معدية بعضها قديم و البعض الآخر حديث النشـأة ( أنفلونزا
الطيور ) مما يظهر زيف الأمل في إمكانية القضاء الكامل و السريع على خطر هذه
الأمراض .
أما في دول العالم النامية فتبقى المشكلة حـادة و
رئيسية... و تلعب دوراً هاماً في عرقلة الجهد البشري المبذول لتحقيق التقدم في هذه
الدول .
كما أن ظاهرتي التخلف الاقتصادي و الاجتماعي تعرقلان عمليات الوقاية و مكافحة هذه
الأمراض ... و هذا دليل على وجود ارتباط وثيق بين درجة التقدم الحضاري و حجم مشكلة
الأمراض المعدية و المشركة .
حلقة العدوى
يعتمد استمرار حدوث الأمراض المشتركة على وجود ستة عوامل تشكل بجملها ما يدعى
حلقة العدوى :
1ـ العامل المعدي : و هو هنا يكتسب أهمية خاصة إذ من صفاته النوعية أنة يعدي
الإنسان و الحيوان .
2 ـ المستودع : غالباً هي حيوانات أليفة تكون الصلة بها قوية فهي مصدر جيد
لنشر العدوى , أما أهمية الحيوانات البرية كمستودع فتكمن في صعوبة الوصول إليها في
عمليات المكافحة .
3 ـ المخرج : المقصود به مكان خروج العامل الممرض .
4 ـ طريق الانتقال :
- مباشر : كالعض في داء الكلب أو من الرذاذ في المخابر .
- غير مباشر : (الانتقال بالمطايا ) كالحليب في المالطية .
5 ـ المدخل :
- طبيعي : عن طريق أجهزة الجسم
- غير طبيعي : لدغ الحشرات
6ـ الثوي : ان وجود العامل المعدي لا يعني حتمية حدوث العدوى في الأمراض
المعدية و لكن في الأمراض المشتركة وجود عناصر حلقة العدوى فهو مؤشر أكيد على
الإصابة .
الأسس العامة في الوقاية :
تعتمد الأسس العامة على
1 ـ مكافحة المستودع
1ـ استئصال المستودع كما في الحمى المالطية و داء الكلب و أورد بعض النقاط
الهامة :
• لا يتطلب نجاح هذا الإجراء القضاء الكامل على كل حيوانات المستودع و إنما إنقاص
عددها إلى حد معين مما يؤدي إلى تدني إمكانية انتقال العدوى إلى المدى الذي يوقف
انتشارها نهائياً .
• قد يشكل القضاء على مستودع العدوى في الحيوانات الأليفة خسارة اقتصادية يتجاوز
حجمها خطر المرض المعدي و عندئذ لا نجد مبرراً لعملية الاستئصال.
• الوصول إلى الحيوانات البرية أمراً شبه مستحيل .
2ـ عزل المستودع : أقدم طرق مكافحة الأمراض و هو ذو فعالية محدودة
في العديد من الأمراض للأسباب التالية :
-لا يمكن تطبيقه بشكل واقعي الا على الحالات التي أبلغ عنها .
-لا يطبق على الحالات التي لا يتـم تشخيصها و
عدد كبير من الحالات الخفية و اللانمـوذجيـة
يصعب تشخيصها .
-الحالات المعدية شديدة السراية في مراحلها الأولى قبل أن يتم التشخيص .
- الحملة يشكلون القسم الأكبر من المستودع .
3ـ معالجة المستودع : إعطاء الأدوية بهدف قتل العامل الممرض و أهم
نقاط الضعف في تطبيق هذا الإجراء :
- يجب الكشف عن جميع الحالات المرضية و معالجتها لضمان نجاح هذا الاجراء .
- يصعب تطبيق العلاج على الحملة
ب ـ قطع طريق الانتقال :
و هي الإجراءات المتخذة لقتل العامل المحدث للعدوى بعد خروجه من المستودع و هي
إجراءات موجهة نحو وسائط نقله و تشـمل :
-تثقيف أفراد المجتمع حول طريقة انتقال المرض و السلوك السليم للوقاية .
-الحث على النظافة الشخصية و إجراءات التطهير المرافق و التخلص الصحي من الفضلات و
مكافحة النواقل و هي الأهم إذ أن كلفتها أقل من أي إجراء آخر .
-في دراسة للتقصي عن الحمى المالطية في النصف الثاني من عام 2004 وجد أن عدد
الإصابات العامة هو5663 من 6244 أما الباقي وهو 581فهي إصابات مهنية و يمكن التخلص
من 90,6 % من الحالات , بإيصال رسالة مفادها غلي الحليب لمدة 5 دقائق .
ج ـ دعم مقاومة الثوي :
تبدو أهمية هذا الإجراء لصعوبة مكافحة العـدوى
في المستودع و قطع طريق الانتقال إذ يجابهان بصعوبات كبيرة .
إن إصحاح البيئة يلعب دور كبير و لكن مشاريعه ترتبط أيضاً بالتقدم العام للمجتمع
بينما يسهل الدفاع عن التمنيع كوسيلة مكافحة و يمكن تبنيه :
1ـ دعم المقاومة اللا نوعية للثوي : بالمحافظة على الحواجز الطبيعية
2ـ التمنيع :
- الفاعل ( التلقيح ) للإنسان كعلاج في الكلب و للحيوانات المملوكة .
-المنفعل ( الأضداد ) الغلوبين المناعي البشري النوعي في العضات الخطيرة في الكلب و
هي العضات القريبة من الرأس و العنق , أو في المناطق الغنية بالنهايات العصبية ,أو
العضات العديدة و العميقة .
تقع مسؤولية التطبيق العملي على عاتق المؤسسات الصحية و تستعين على ذلك بالتشريعات
و تتناول التشريعات الجوانب التالية :
1ـ الإبلاغ :موجب في حالات معينة و هو نقطة البداية لإجراءات العزل و الاستقصاء و
المعالجة الفعالة و التمنيع , و لكن لا يتم تنفيذه بشكل جيد وذلك .
- عدم وضوح قوانين الإبلاغ .
- الإبلاغ يرتبط بنجاح التشخيص .
- عدم توافر القناعة لدى الأطباء حول أهمية التبليغ و جدواه .
- الإبلاغ لا يشكل أساءت اجتماعية .
2ـ العزل و المراقبة : مكان العزل – مدتـه –
شروط إنهائه – و إجراءات المراقبة بحق المخالطين علماً أن هناك إجراءات أقل تعسف و
أكثر فعالية للمكافحة .
3 ـ التمنيع : وله شروطه
– أن يشمل أكبر عدد من الأفراد
- حفظه بشكل ملائم
- إعطاء الجرعة الملائمة بالطريقة الملائمة و الوقت المناسب + إعطاء جرعات داعمة .
4 ـ الفحص الإجباري
5 ـ المعالجة .
طرق الوقاية و المكافحة في الكلب
ا ـ الإجراءات الوقائية :
• تثقيف المجتمع بأخطار المرض و دور الكلاب و القطط في نقله و تصحيح الأفكار
المغلوطه مثل نقل الجردون للكلب .
• اتخاذ إجراءات بخصوص الكلاب الشاردة و قتلها , الحجر الصحي للحيوانات المستوردة ,
التلقيح الوقائي للكلاب المملوكة , تسجيل إجازات لجميع الكلاب , حجر و مراقبة
الحيوانات المعضوضة .
• إجراءات بخصوص الإنسان :
-التمنيع قبل التعرض للاصا به : للفئة عالية الخطورة ( HDCV).
- التمنيع بعد التعرض للإصابه :ويعتمد على :
- العلاج الموضعي بتنظيف الجرح بالماء و الصابون و عدم خياطته .
- المصل : يستعمل الغلوبولين البشري المضاد للكلب كجرعة وحيدة مقدارها 20وحدة / كغ
و يتم ارتشاح نصفها حول جرح العضة والباقي في
العضل .
- اللقاح : يعطى خمس جرعات كل واحدة واحد مل في العضلة الدالية للبالغين وفي
الفخذية الأمامية للأطفال وفق البرنامج التالي :
- في اليوم صفر ( 2) جرعة
- في اليوم 7 جرعة
- في اليوم 21 جرعة
- في اليوم 90 جرعة داعم
ب ـ الإجراءات التي تتخذ نحو المريض و المخالطين والبيئة المحيطة :
1 ـ إبلاغ السلطة الصحية المحلية .
2 ـ عزل المريض طيلة فترة المرض .
3ـ يطبق التطهير المرافق بالنسبة للعاب والأدوات الملوثة به.
4ـ الرعاية الطبية الداعمة بعد ظهور الكلب سريرياً .
5 ـ يجب على المخالطين والقائمين على رعاية المريض ارتداء قفازات مطاطية وملابس
واقية ....... كما يجب تمنيع المخالطين إذا كان لديهـم
جرح مفتوح أو غشاء مخاطي تعرض للعــاب المريض .
الإجراءات الوقائية من الحمى المالطية :
تعتمد الإجراءات على مايلي :
- تثقيف صحي للمواطنين
- تثقيف صحي للمزارعين ومربي الماشية وعمال المسالخ لأهميـة الحـذر عند التمـاس مع
جنيـن أو مشيمة حيوان مجهـض والتخلص منهـا بشـكل صحي للحد من الإصـابات المهنية .
-البحث عن الحيوانات المصابة بالاختبارات المسحية لعزلها والقضاء عليها .
-تمنيع العجول والأغنام الصغيرة باللقاح الحي الموهن .
- لا داعي لعزل المرضى .
-الاستشفاء ضروري في الحالات الموضعة والمصحوبة بالتهابات قيحية .
-العلاج ثنائي لمدة ستة أسابيع .
-النكس 5% من الحالات ويوجب تكرار العلاج
-معرفة مصدر العدوى لاتخاذ الإجراءات المناسبة ( البسترة ) .
|